مثلث برمودا البشري
من منا لم يسمع بمثلث " برمودا", او كما يسمونه "مثلث الشيطان" ذلك المثلث الواقع في المحيط الأطلسي واختفاء السفن والطائرات بكل طاقمهم بأعداد خيالية، أشهر الكتاب والمؤلفين السينمائيين تطرقوا الى هذا الموضوع من كثرة غرابته وخطورته على البشر، مجرد سماعك اسمه يقشعر بدنك، مخيف, صحيح! كذلك هو الحال بالنسبة الى المثلث الدرامي "لكاربمان" فبمجرد أن تفهمه وتعلم أنك بداخله دون وعي منك يجعلك تخاف أن تبقا عالقا بداخله لما يسببه لك من أذية في نفسك، وروحك، وجسدك، وعلاقاتك العائلة والمهنية والاجتماعية....
تعريــــــــف
مثلث كاربمان الدرامي (Karpman Drama Triangle) هو نموذج نفسي وضعه الطبيب النفسي ستيفن كاربمان، ويستخدم لفهم التفاعلات السلبية في العلاقات الإنسانية، خاصة في سياقات الصراع والتلاعب العاطفي.
هذا المثلث يمثل التفاعل الدرامي الهدام المكثف الذي يمكن ان يحصل بين الأشخاص في حياتهم اليومية أو أثناء الصراعات والأدوار الذي يلعبها كل منهم في ذلك المثلث، ويقول "كاربمان" أن تلك الأدوار غير ثابتة ولكن سرعان ما يعود الشخص ألي الدور الرئيسي الذي أختار أن يعيش فيه، إلا إذا قرر العلاج والخروج من دوامة المثلث.
أما الأدوار فهي: الضحية، المنقذ، الجلاد.
دور الضحية: شعاره " أحبوني، أنا أستحق الاهتمام", هو شخص الذي يدمن المشاعر والسيناريوهات السلبية، هو يؤمن أنه مسكين، مظلوم، مضطهد، ضعيف، عاجز، خجول، يائس، وهو غير قادر على تحمل أي مسؤولية أو اتخاذ القرارات التي تخص حياته الشخصية، عديمة الثقة بالنفس، منسحبة، غير قادرة على المواجهة، يلوم دائما الاخرين على مأساة حياته، هو في بحث دائم وغير واعي على من ينقذه ويحبه.
دور المنقذ: شعاره " من فضلك دعني أنقذك"’ هو شخص يشعر بالذنب ويجلد نفسه إذا لم ينقذ كل من يحيطون به، هو لا يؤمن بكفاءة الاخرين في أداء واجباتهم وتسير حياتهم وقدرتهم على الدفاع على أنفسهم، من يعيش في هذا الدور عندما يركز على الضحية المراد إنقاذها فهو في الحقيقة يتجاهل ويتجنب قلقه ومشاكله النفسية وصراعاته الداخلية موهما نفسه والاخرين أنه يهتم بحاجيات الضحية.
دور الجلاد (الشرير الظلام): شعاره " كل ما يحدث خطأتك", هو شخص يلتقط ضعف الشخص الذي يلبس دور الضحية والمنقذ بسهولة لتيم استغلالهم بدون أي رحمة هو عديم الشعور بالذنب وصفاته الجمود، الاستبداد، الظلم، الغضب، التعالي، النقد، اللوم والسيطرة، يتغذى على أذيت وتدمير ضحيته، يستعمل تقنية "السخن والبرد" إذا شعر أن ضحيته تريد أن تتمرد.