قال لي وهو محبطا: لحد الان لم يعرف الأطباء نوع المرض الذي يسكن معدتي، أخذت جميع أنواع الادوية، بدون فائدة، يذهب عنى الوجع ليعود مجدد وذلك يجعل نفسيتي محبطة، صرت عدوانيا وسلبيا، وأشعر بضيق في صدري، رأسي يؤلمنى بإستمرار, باختصار اشعر انني أعيش داخل إعصار، أنا مرهقا ومرغما على أن اظهر بأحسن حال أمام الاخرين وأن أكتم كل ذلك بداخلي.فسألته: ماذا لو نتحدث قليلا عن أفكارك و مشاعرك.نظر اليا مندهشا، ثم قال: وما دخل أفكاري و مشاعري في مشكال معدتي؟كل وحكايته، والنتيجة واحدة، معاناة لا نهاية لها من المشاكل الجسدية التي تجعل ذلك الشخص يتنقل بين الأطباء والاختصاصين ومراكز التحاليل الطبية و مراكز الأشعة باحثا عن علاج لحالته، وهو لا يعلم أن أغلب الأعراض الجسدية التي يعاني منها ناتجة عن معاناته النفسية المكبوتة التي تتحول الى ما يسمى بالامراض النفسية الجسدية, حيث يصل الأمر إلى حد التأثير الشديد و ألخطيرعلى جسده وحياته اليومية وقدرته على السيطرة على نفسه, وأداء مهامه, والحفاظ على علاقاته. ومن أعراض الامراض النفسية الجسدية المعروفة، نجد:الصداع، الدوخة، الشقيقة.الشعور بالغثيان، القيء.وجع العضلات، انتفاخ المفاصل.اضطراب الجهاز الهضمي، القلون العصبي (انتفاخ، تناوب بين الإسهال والإمساك).الخوف,الخباط, نوبات الهلع و البكاء.آلام أسفل الظهر.تشنجات عضلية النفسية, أو مايسمى بالتشنجات الكاذبة.وكذلك الامراض الجلدية المختلفة مثل: الصدفية، والاكزيما، والتقرحات الباردة.إذا أكد لك الأطباء وكل الفحوصات الطبية أن جسمك سليم وأنك لا تعاني من أي مرض عضوي، وأنت تعاني جسديا، فأنصحك يا صديقي أن تهدأ وتتقبل أن يكون المشكل الأساسي ليس جسدي، أنما تعب نفسي ناتج عن تراكمات من المشاعر والعواطف السلبية، والصدمات النفسية التي مررت بيها في مشوار حياتك وبقية محتجز بداخلك. وهذا شيء طبيعي يحدث لأي شخص مهما كان، الفرق يكمن في درجة ذلك التعب النفسي، إذا أردت الاستثمار في الطرق العلاجية للتخلص من تلك الأفكار السامة التي يظهر تأثيرها على مختلف مناطق جسدك و التي في نفس الوقت تولد لديك مشاعر وأفعال وسلوكيات تدمر حياتك وحياة من يحيطون بك فعليك بتقبل موضوع أرتباط مرضك الجسدي باأفكارك و مشاعرك كي يتسنى لك علاجها.