خطورة قايـــدة اللاوعي
عندما يتعرض الشخص الى مواقف سلبية متكرر الناتجة عن التربية السيئة أو صدمات تعرض لها في مختلف مراحل حياته، فإنه يتلاقاهم بعقله وبشعوره. أما العقل، المتمثل بالوعي، فيعطي تلقائيا الامر بإفراز الهرمون المسؤول على عملية الهروب أو الدفاع (الادرينالين) بكيمة كبيرة، مما يسبب مثلا ضربات القلب السريعة، التعرق, تشنج العضلات، الدوخة, وفي بعض الاحيان التبول وعدم القدرة على الحركة تماما، كل هذه التغيرات الفيزيولوجية سوف يسجلها اللاوعي كطاقة شعورية بترددات قوية جدا تدل على خطر كبير يهدد حياة صاحبه. عند مرور الموقف المثير, العقل الواعي يهدأ ويبدا في عملية البحث عن التفسيرات والتبريرات للموقف الذي حدث له حتى يستطيع تقبله وتجاوزه وإنهاء الامر والمرور الى شيء أخر وهذا مايفعله فعلا مع كل موقف، أما اللاوعي، هو غير مرتبط بالزمن الحاضر ولا البواقع، هولا يفهم أن الحدث المؤلم قد مر ولا داعيي للخوف أو الغضب، بل كلما كان الشعور الناتج عن ألأذية قويا كلما تشبث اللاوعي بالفكرة التي أدت الى ذلك الشعور، ويصبح غير قادر على التخلي عليها خاصة إذا كان سن الشخص صغير، و كلما تعرض الشخص الى أذية أخري مهما كانت بسيطة فاللاوعي يضخمها ويعطيها مباشرة نفس حجم الاذية الأساسية المسجلة و يضيفها الى رصيده, بهذه الطريقة يصبح يغذي نفسه و يزداد قوة حتى يخرج من تحت سيطرة العقل الواعي،ويصبح هوالمسيطر، حيث نجد الشخص يفكر ويحلل ويتصرف انطلاقا من الملف الشعوري للاوعي الذي هو مملوء بالترددات السلبية القوية بين ميكانيزمات الدفاعية، والعادات، والسلوكيات المدمرة له دون أن يستطيع توقيفها, لنسمع شخصا ما، مثلا يقول: أنا لا أعلم لماذا أنا خائف، ومتوتر رغم اننى مستقر في حياتى؟ أنا لا أفهم لماذا لا أقدر على النوم، وتنتابني نوبات بكاء وهلع و الغضب لاتفه الاسباب؟ .....الخ هو لا يزال لا يعلم وخاصة لا يتقبل أن ذلك الخوف، والغضب، وضيق الصدر، وهيجان القولون، ونوبات الهلع والبكاء، وعدم القدرة على النوم، وغيرها من الاعراض النفسية الجسدية هي نابعت من أحاسيسه ومشاعره المؤلمة والمخزنة منذ ربما سنوات والذي لم يستطع تجاوزها ومعالجتها وأن عقله اللاوعي يجعله يعيش نفس السناريو المسجل للموقف المثير المؤلم و مايشبه مرارا و تكررا بدون توقف, وكانه يعيش نفس الحدث المؤلم بدون توقف يوميا.كل عرض يظهر في نفسك أو في جسدك لابد له من سبب، إن لم يكن عضويا فهو نفسيا، في هذه الحالة اللاوعي(القائد) سيعمل مثل جهاز نظام إنذار معطل، وسيطلق إنذارات كاذبة باستمرار لأنه لايزال عالق في مأساة الماضي البعيد والقريب ولن يتوقف على إرسال تردداته حتى تقوم بإصلاح كل جزء فيه.