Abdelaziz Nawal
1 min lu
04 Mar
04Mar

البرمجة السوية و البرمجة الخاطئة

نحن كبشر نفكر بطريقة مستمرة، وحوالي أكثر من 70 بالمئة من تلك الأفكار تكون سلبية بالنسبة للأشخاص الذي يعانون من الهشاشة النفسية القوية، ولاكن من أين ينبع ذلك الكم الهائل من الأفكار؟ الفكرة هي خاطرة تأتي الى البال، وبإلهام مباشر من العقل الباطن (اللاوعي)، المنطقة التي تتكون فيها الأفكار من خلال تجميع البيانات وتخزينها عبر الحواس الخمسة، ومنه تنتج البرامج السوية والخاطئة المسجلة والمخزنة لمفاهيمنا، وقناعتنا، ومخاوفنا، وعادتنا، وتعليماتنا، ويصدر منهم في الأخير أقوالنا، وردود أفعالنا، وسلوكياتنا وعاداتنا الإيجابية لحياتنا و السلبية.مصادر البرمجة السيئة:للأسف المصدر الأول الذي يعود بالأذية الكبرى على الشخص، هو المصدر الذي كان من المفترض أن يكون هو مصدر الأمان والحب والانتماء، والاستقرار النفسي ومنه قوة الوعي و الشخصية السوية، آلا وهو الابوين (أو المربي)، منها أفعال تنسب الى الام وأخري للاب (العامل الاسري التربوي). عندما ينشأ ذلك الطفل بين أحضان أبوين يفقدون كل معايير التربية السليمة، فسوف يتصرفون بطريقة سواء كانت واعية أو غير واعية بعنف شديد مع أطفالهم.   (ممكن مراجعة مقال التالي للمزيد من المعلومات  لدينا كذلك، عامل التربية المدرسية، حيث تعتبر المدرسة البيت الثاني للطفل، والطاقم التربوي يلعبون دور الابوين في التربية، وكلنا يعلم أين يمكن أن تصل خطورة تعرض أطفالنا الى التعنيف النفسي والجسدي المدرسي، حيث ينتج عنه نفس الأذية كالمصدر الاول.أما المصدر الثاني هي الصدمات، ونقصد بالصدمات الحدث الغير متوقع الذي لا يستطيع الشخص التكيف معه، حيث لا يجد له حل ولا يتقبله ولا يستطيع تجاوزه ونسيانه ويحصل معه استجابة عاطفية قوية مما يؤدي إلى ظهور أعراض نفسية وجسدية.المصدر الثالث، وهو العامل الوراثي وكذلك البيولوجي الصحي، وهو نقس بعض المواد الكيميائية في المخ. هنا يطلب تدخل الأخصائيين في هذا المجال.مصادر البرمجة السوية:هي نفس المصادر الخاصة بالبرمجة الخاطئة، أي الابوين أو المربي، لاكن الفرق يكون شاسع على الطفل، يعيش مراحل حياته بمزاياها وعيوبها، ردود أفعاله تلقائية طفولية متوازنة في الشدة ومؤقتة في الزمن، كل هذه المزايا ناتجة عن قبول الابوين لعيوب وأخطاء أولادهم دون جلدهم نفسيا وجسديا، بل يصبرون ويحتون ويتفهمون ضعف وقلة وعيهم ونضجهم الفكري والنفسي والجسدي، يعاقبون أطفالهم بدرجة لا تفوق الخطأ، لا يحملونهم مسؤولية لا تعود لهم من الأساس، .....عدم حرمان وزعزعة شعور الأمان والحب والانتماء لدى الأطفال ومنحهم حرية التعبير على مشاعرهم وعن إبداء أرائهم حسب سنهم وغيرها من السلوكيات الواعية الناتجة من طرف الابوين اتجاه أولادهم هو أساس تكوين شخصيتهم القوية والسوية التي تساعدهم على تجاوز مشاكل الحياة وهم واثقين أن لهم مكان يلجؤون إليه مليء بالحب والأمان يحتمون فيه ليسترحون قبل أن يخرج مرة أخري لمواجهة معارك الحياة. 

Commentaires
* L'e-mail ne sera pas publié sur le site web.